البارحة في ندوة نظمتها المدرسة العليا للتدبيرعن " الديمقراطية في
المغرب : هل هي حقيقية أم سطحية ؟ "؛ حضرها الناطق الرسمي بإسم الحكومة و رؤساء أهم الأحزاب المغربية ...مصطفى الخلفي يتكلم بلغة عربية فصيحة و بشكل موضوعي ولكنه يمسك العصا من الوسط فلا هو يستطيع اتهام الملكية بأنها تستبد بأغلب القرارات الإستراتيجية و لا أن يعيب على مسلسل الإصلاح البطيئ الذي بدأته حكومته ... ترد عليه نبيلة منيب خارج الموضوع و بلغة فرنسية قاسية، مستجمعتة كل "تعربيطها" و"تخنزيرها" و جهدها على أن الإسلام هو الذي يهدد الإصلاح في هذا البلاد و على أن يكون فصلا كاملا بين الدين و كل المؤسسات السياسية ... يتدخل حميد شباط بعد ذلك والذي وصل متأخرا واستقبل كالعروسة التي تدخل على الضيوف فوق العمارية، بلغة ممزوجة بين اللغة الدارجة و العربية و الخشبية و استطاع بأسلوب مافيوزي بأن يوجه سلسلة من الرسائل إلى الحاضرين مفادها بأنه ملك في مملكته الآن "حزب الإستقلال" و أنه سيكون عبدا وفيا للملك و أنه سيشارك بقوة وبمنظور مغاير عن الفاشي الفرية في الحكومة الحالية ... الضيوف الآخرون مجرد كراكيز تنشط بهم البطولة السياسية و هذه الندوة التي يعرف الكل الجواب على سؤال عنوانها؛ كعلي اليازغي عن الإتحاد الإشتراكي الذي يريد إيهام الحاضرين بأن جيله مختلف عن جيل أبيه الذي باع الماتش مقابل الأراضي و المصالح و الإمتيازات و محمد الحنين الذي بدأ بفرنسية مضعضعة و ممسوخة مثل حزبه التجمع الوطني للأشرار قبل أن يكمل بعربية سواقية هزلية أتعب الحاضرين ولم يبعث بأي رسالة سياسية واضحة كشفت عن موقف المعارضة المرتبك و المثير للشفقة ... مواقف الزعماء السياسيين و الوزير دل على شيء واحد و هو الجواب على سؤال الندوة : ليست هناك أصلا ديمقراطية لا حقيقية و لا سطحية في المغرب و على من يملك ذرة من نزاهة و حنكة سياسية و سداد رأي أن يملك الشجاعة و الجرأة بأن يقول صراحة للمغاربة بأن ليس الإسلام من يحكم المغرب ولا الأحزاب ولا هؤلاء الحاضرون ... عجلة قيادة البلاد في أيادي أخرى