يخرج علينا في كل رمضان قوم بسراويل متدلية وشعر بوبمارليني يطالبون بالإفطار العلني لأن حق المعتقد يضمنه القانون والحرية الشخصية مقدسة ولا يجب المساس بها إلا ما غير ذلك من العبارات الجاهزة التي يراد بها خلق البلبلة و تسليط الضوء على مالا تراه العين المجردة وإعطاء الأهمية لمسألة لا تستحق كل هذا الهرج ... شخصيا أرى أن المسألة محسوم فيها فكما أن هناك من لا يؤتي الزكاة ومن لا يذهب إلى الحج رغم توفره على جوج جوج من الحاجة، وهناك من لا يصلي وهو في صحة جيدة ومن يشهد أن لا إله إلا الله ولكن قلبه يشهد بأن لا إله إلا المال والسلطة والذات والهوى ... فلماذا لا نتقبل من يفطر في رمضان ونقبل في مجتمعنا من لا يحافظ على الفرائض الأربعة الأخرى؟
أما من يفطر في رمضان نهارا جهارا لأنه لا يؤمن بالله أصلا ... فالأمر فيه محسوم أيضاً لأن الإسلام لم يجبر أحد على الإيمان والصيام، "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، ولن تبكي السماء لفطره ولن تقف الدنيا لكفره ولن يتغير في ملك الله شيء لأنه قرر أن يدخن سجارته في واضحة نهار رمضان ... وإنما من باب الحريات الشخصية والتعاليم الغربية الديمقراطية واحتراما لحقوق الإنسان ولمشاعر الناس، وتماشيا مع المبادئ الإنسانية الرفيعة التي نجدها عند كفار النرويج والسويد والدانمارك والتي لا توجد عند "دياولنا" وهي من أبجديات الأدب : هوأنه عندما تكون وسط 99 شخص في العمل في شهر يوليوز الحار وهم عطشى وجوعى يتطهرون بالصيام قربة إلى الله الذين يعبدونه فمن قلة الأدب أن تمسك وحدك بقنينة ماء باردة وفخذ دجاجة مشوية مگرملة طرية تأكل وتشرب أمامهم ... الأقليات في زمن الحضارة الراقية كانوا يشاركون المسلمين صيامهم ليشكرونهم على احترامهم لحقوقهم ... بل هناك من المسيحيين من لا يستطيع أن يأكل أمام المسلم الصائم احتراما له ... وهاد الهجيج باغي يعلف ويكمي وسط أربعين مليون صائم غير زعما راح حنا هنايا شوفونا راه فاطرين ... وا بزعطة، قلالين الترابي