ثروة العرائش

في كل مرة أزور فيها العرائش أتألم على مخزونها البشري الغني الذي لا تستفيد منه البلاد ... عشرات الآلاف من الشباب الذين يقضون أعز سنوات حياتهم في المقاهي أو على أسوار المدينة المطلة على البحر ... أيامهم تمر بين "التبرگيگ" و "النوم" و لعبة "البارشي" و مباريات "الليغا" و تدخين "السبسي" و "الزطلة" و محاولة الهجرة إلى بلد كانوا إلى وقت قريب يحاربونه و يردون أطماعه الإستعمارية : اسبانيا ... تعاقبت على العرائش دول و حضارات : الفينيقيون و القرطاجيون و الرومان قبل أن تشملها رحمة الإسلام ليستولي عليها بعد ذلك الإسبان قبل أن تعود مدينة مغربية "حرة" ... أجلس الآن في مقهى شعبي وفوق رأسي لافتة مكتوب عليها "ممنوع المخدرات" كما لو كان هذا الداء طبيعة إنسانية ... إعتدت أن أرى "ممنوع البول هنا" في المدن الأخرى ... نعم هو داء ينسى به هؤلاء داء أكبر منه و إحساس لا يفارقهم : الإحباط و الفراغ و الإحساس بأن أحلامهم سرقت ... متى يعلمون أن الذي يتغاضى عن بيع هذا الداء هو الذي سرق أحلامهم ؟ ... الدول الأوروبية تشتري شباب العالم بأحلام وردية لأنها دول عجوزة ... ونحن نبيع شبابنا بأحلام زطلية قرقوبية سبسية نتنة لأن دولتنا لا تقدر أغنى و أغلى ثروة في العالم : الشباب

Comments

[ilham]

je confirme.. c'est ma ville et c'est triste.. heureusement pour une raison que j ignore ma ville garde toujours un petit peu de son charme battu*


by the way nice blog